التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٨٠
المسوح (1) وزهد في الدنيا فلما دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبرته عائشة بذلك فخرج فنادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما بال أقوام يحرمون على أنفسهم الطيبات إني أنام بالليل وأنكح وأفطر بالنهار فمن رغب عن سنتي فليس مني فقام هؤلاء فقالوا يا رسول الله فقد حلفنا على ذلك فأنزل الله لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم الآية.
أقول: ليس في مثل هذا الخطاب والعتاب منقصة على المخاطب والمعاتب إن لم يكن محمدة نظيره قوله تعالى يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضات أزوجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله موليكم وهو العليم الحكيم وقد ورد القرآن كله تقريع وباطنه تقريب.
وفي الإحتجاج عن الحسن بن علي صلوات الله وسلامه عليهما في حديث أنه قال لمعوية؟ وأصحابه أنشدكم بالله أتعلمون أن عليا (عليه السلام) أول من حرم الشهوات على نفسه من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم.
(88) وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا مباحا لذيذا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون استدعاء إلى التقوى بألطف الوجوه.
(89) لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم بما يبدو من غير قصد في الكافي والفقيه والعياشي عن الصادق (عليه السلام) هو قول الرجل لا والله وبلى والله ولا يعقد على شئ.
ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان بما وثقتم الأيمان عليه بالقصد والنية يعني إذا حنثتم فحذف للعلم به وقرء عقدتم بالتخفيف وعاقدتم فكفارته فكفارة نكثه أي الفعلة التي تذهب اثمه وتستره إطعام عشرة مسكين من أوسط ما تطعمون أهليكم.
في المجمع عن الصادق (عليه السلام) أنه قرء أهاليكم أو كسوتهم في الكافي عنه (عليه السلام) الوسط الخل والزيتون وأرفعه الخبز واللحم والصدقة مد من حنطة لكل

(1) المسح بالكسر فالسكون واحد والمسوح ويعبر عنه بالبلاس وهو كساء معروف.
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست