التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٢٩٩
إذ أقبل أمير المؤمنين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن فيك شبها من عيسى بن مريم، ولولا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملأ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدمك يلتمسون بذلك البركة.
قال: فغضب الأعرابيان، والمغيرة بن شعبة، وعدة من قريش معهم، فقالوا: ما رضى أن يضرب لابن عمه مثلا إلا بعيسى بن مريم، فأنزل الله على نبيه فقال: (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى إسرائيل ولو نشاء لجعلنا منكم) يعني من بني هاشم (ملائكة في الأرض يخلفون).
قال: فغضب الحرث بن عمرو الفهري فقال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك أن بني هاشم يتوارثون هرقلا (1) بعد هرقل فأرسل علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فأنزل الله عليه مقالة الحرث ونزلت هذه الآية: (ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) ثم قال له: يا ابن عمرو إما تبت وإما رحلت، فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضت هامته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمن حوله من المنافقين: انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به، قال الله عز وجل: (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد).
وفي المجمع: عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام، لما نصب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا يوم غدير خم، قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) طار ذلك في البلاد فقدم على النبي النعمان بن الحرث الفهري فقال: أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمرتنا بالجهاد والحج والصوم

1 - هرقل وزان خندف اسم ملك الروم قال الجوهري ويقال أيضا هر قل على وزن دمشق قال في المجمع هرقل وضغاطر ملكان من ملوك الروم فضغاطر اسلم ودعا الروم إلى الاسلام فقتلوه واما هرقل فشح بملكه وحارب المسلمين في موتة وتبوك ويحتمل ان يضمر الاسلام ويفعل هذه المعاصي شحا بملكه.. ومن كلام الحارث بن عمرو الفهري اللهم إن كان هذا هو الحق من أن بني هاشم يتوارثون هرقا بعد هرقل أراد أن بني هاشم يتوارثون ملكا بعد ملك.
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»
الفهرست