بعضهم خلاف ما أظهر. وفي معنى هذه الأخبار: أخبار كثيرة منها: ما هو أبسط مما ذكر، وقد شرحنا بعضها بما لا مزيد عليه في كتابنا الوافي.
(175) واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا: القمي: نزلت في بلعم بن باعورا، وكان من بني إسرائيل أوتي علم بعض كتب الله.
وفي المجمع: عن الباقر عليه السلام الأصل فيه بلعم ثم ضربه الله مثلا لكل مؤثر هواه على هدى الله من أهل القبلة.
والعياشي: عنه عليه السلام مثل المغيرة بن سعيد مثل بلعم الذي أوتي الاسم الأعظم الذي قال الله: (آتيناه آياتنا) الآية. فانسلخ منها: بأن كفر بها ونبذها وراء ظهره. فأتبعه الشيطان: فلحقه الشيطان وأدركه وصار قرينا له. فكان من الغاوين: من الضالين.
القمي: عن الرضا عليه السلام أنه أعطى بلعم بن باعورا الاسم الأعظم وكان يدعو به فيستجيب له فمال إلى فرعون فلما مر فرعون في طلب موسى وأصحابه قال فرعون: لبلعم ادع الله على موسى وأصحابه ليحبسه علينا فركب حمارته ليمر في طلب موسى فامتنعت عليه حمارته فأقبل يضربها فأنطقها الله عز وجل فقالت: ويلك على ماذا تضربني أتريدني أن أجئ معك لتدعو على نبي الله وقوم مؤمنين، فلم يزل يضربها حتى قتلها وانسلخ الاسم من لسانه وهو قوله تعالى (فانسلخ منها) الآية.
(176) ولو شئنا لرفعناه: إلى منازل الأبرار من العلماء. بها: بتلك الآيات وملازمتها.
ولكنه أخلد إلى الأرض: مال إلى الدنيا. واتبع هواه: في إيثار الدنيا واسترضاء قومه وأعرض عن مقتضى الآيات فحططناه. فمثله كمثل الكلب: فصفته كصفة الكلب في أخس أحواله. إن تحمل عليه: بالزجر، والطرد، من الحملة لا من الحمل. يلهث: يخرج لسانه بالتنفس الشديد. أو تتركه يلهث: دائم اللهف بخلاف سائر الحيوان فإنه إذا هيج وحرك لهث وإلا لم يلهث، والمعنى إن وعظته فهو ضال وإن لم تعظه فهو ضال، ضال في كل حال.
ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص: المذكورة لعلهم يتفكرون:
فيتعظون ويحذرون مثل عاقبته.