التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٢٥٨
ملكا مقربا، ولا نبيا مرسلا. لا يجليها لوقتها: لا يظهرها في وقتها. إلا هو: يعني إن الخفاء بها مستمر على غيره إلى وقت وقوعها، واللام للتوقيت. ثقلت في السماوات والأرض: عظمت على أهلها من الملائكة والثقلين لهو لها وشدتها. لا تأتيكم إلا بغتة: فجأة على غفلة.
في الجوامع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن الساعة تهيج بالناس والرجل يصلح حوضه، والرجل يسقي ماشيته، والرجل يقوم سلعته في سوقه، والرجل يخفض ميزانه ويرفعه. يسئلونك كأنك حفى عنها (1) قيل: أي عالم بها وأصله كأنك حفيت بالسؤال حتى علمتها أي استقصيت وألحفت (2) قل إنما علمها عند الله: لم يؤته أحدا من خلقه لأنه من علم الغيب الذي استأثر الله به ولكن أكثر الناس لا يعلمون: إنه المختص بالعلم بها.
القمي: إن قريشا بعثت العاص بن وائل السهمي، والنضر بن الحارث بن كلدة، وعقبة ابن أبي معيط إلى نجران ليتعلموا من علماء اليهود مسائل يسألونها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان فيها سألوا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم متى تقوم الساعة؟
فإن ادعى علم ذلك فهو كاذب فإن قيام الساعة لم يطلع الله عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، فلما سألوه نزلت.
(188) قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا: جلب نفع ولا دفع ضرر، وهو إظهار للعبودية والتبري عن ادعاء العلم بالغيوب. إلا ما شاء الله: من ذلك فيلهمني إياه ويوفقني له. ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء.
في المعاني والعياشي: عن الصادق عليه السلام يعني الفقر. والقمي: قال: كنت أختار

1 - أي كأنك استحفيت بالسؤال عنها حتى علمتها والحفي المستقصي بالسؤال عن الشئ وأعفى فلان في المسألة إذا ألح فيها وبالغ.
2 - قوله تعالى لا يسألون الناس الحافا أي الحاحا وهو أن يلازم المسؤول حتى يعطيه من قولهم لحفني من فضل لحافه أي أعطاني من فضل ما عنده والمعنى على ما قيل لا يسألون وإن سألوا عن ضرورة لم يلحفوا.
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست