التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٢٣٩
وعن الصادق عليه السلام: قال: يا رب ومن أخار الصنم؟ فقال الله: يا موسى أنا أخرته، فقال: موسى: (إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء). ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا: تقريع على فرط ضلالتهم وإخلالهم بالنظر، يعني إنه ليس كآحاد البشر فكيف يكون خالق القوى والقدر. اتخذوه إلها وكانوا ظالمين: واضعين الأشياء في غير مواضعها فلم يكن اتخاذ العجل بدعا منهم.
(149) ولما سقط في أيديهم: كناية عن اشتداد ندمهم فإن النادم المتحسر يعض يده غما فتصير يده مسقوطا فيها. ورأوا: وعلموا. أنهم قد ضلوا: باتخاذ العجل. قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا: بالتجاوز عن الخطيئة. لنكونن من الخاسرين: وقرء بالخطاب والنداء.
(150) ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا: شديد الغضب، أو حزينا. قال بئس ما خلفتموني من بعدي: أي قمتم مقامي وكنتم خلفائي من بعدي حيث عبدتم العجل مكان عبادة الله. أعجلتم أمر ربكم: يقال: عجل عن الأمر إذا تركه غير تام وأعجله عنه غيره ويضمن معنى سبق فيقال: عجل الأمر، والمعنى أتركتم أمر ربكم غير تام؟ وهو انتظار موسى حافظين لعهده. وألقى الألواح: طرحها من شدة الغضب لله وفرط الضجر حمية للدين.
روي: أنه لما ألقاها انكسرت فذهب بعضها.
وفي البصائر: عن أمير المؤمنين عليه السلام: إن منها ما تكسر، ومنها ما بقي، ومنها ما ارتفع.
وعن الباقر عليه السلام: إنه عرف يمانيا صخرة باليمن ثم قال: تلك الصخرة التي التقمت ما ذهب من التوراة حين ألقى موسى الألواح فلما بعث الله رسوله أدته إليه وهي عندنا.
وفي المجمع: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رحم الله أخي موسى عليه السلام ليس المخبر كالمعاين لقد أخبره الله بفتنة قومه، ولقد عرف أن ما أخبره ربه حق وان على ذلك لمتمسك بما في يديه فرجع إلى قومه ورآهم فغضب وألقى الألواح.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست