الله للنبوة يعني موسى عليه السلام واقعا على الأفسد دون الأصلح وهو يظن أنه الأصلح دون الأفسد علمنا أن لا اختيار إلا لمن يعلم ما في الصدور وتكن الضمائر الحديث، ويأتي تمامه في سورة القصص إنشاء الله.
وفي التوحيد: عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث وسأل موسى عليه السلام وجرى على لسانه من بعد حمد الله عز وجل (رب أرني أنظر إليك) فكانت مسألته تلك أمرا عظيما، وسأل أمرا جسيما فعوتب فقال الله وتعالى: (لن تراني) في الدنيا حتى تموت فتراني في الآخرة، ولكن إن أردت أن تراني في الدنيا فانظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فأبدى الله سبحانه بعض آياته وتجلى ربنا للجبل فتقطع الجبل فصار رميما وخر موسى صعقا، ثم أحياه الله وبعثه فقال: (سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين) يعني أول من آمن بك منهم أنه لن يراك.
والعياشي: عن الصادق عليه السلام: إن موسى بن عمران لما سأل ربه النظر إليه وعده الله أن يقعد في موضع ثم أمر الملائكة أن تمر عليه موكبا موكبا بالبرق والرعد والريح والصواعق فكلما مر به موكب ارتعدت فرائصه (1) فيرفع رأسه فيسأل أفيكم ربي فيجاب هو آت وقد سألت عظيما يا ابن عمران.
وعنه وعن الباقر عليهما السلام: لما سأل موسى عليه السلام ربه تعالى (قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني)، قال: فلما صعد موسى الجبل فتحت أبواب السماء وأقبلت الملائكة أفواجا في أيديهم العمد وفي رأسها النور يمرون به فوجا بعد فوج يقولون: يا ابن عمران أثبت فقد سألت عظيما، قال:
فلم يزل موسى عليه السلام واقفا حتى تجلى ربنا جل جلاله فجعل الجبل دكا وخر موسى صعقا، فلما أن رد الله إليه روحه وأفاق قال: (سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين).