التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٢٤١
وكذلك نجزى المفترين: وافتراؤهم قولهم: (هذا إلهكم وإله موسى).
في الكافي: عن الباقر عليه السلام أنه تلا هذه الآية فقال: فلا ترى صاحب بدعة إلا ذليلا، ولا مفتريا على الله وعلى رسوله وعلى أهل بيته إلا ذليلا.
(153) والذين عملوا السيئات: من الكفر والمعاصي. ثم تابوا من بعدها: من بعد السيئات. وآمنوا: وعملوا بمقتضى الأيمان. إن ربك من بعدها: من بعد التوبة. لغفور رحيم.
(154) ولما سكت عن موسى الغضب: عبر عن سكون الغضب وإطفائه بالسكوت. تنبيها على أن الغضب كان هو الحامل له على ما فعل، والأمر له به والمغرى عليه، وهذا من البلاغة في الكلام. أخذ الألواح: التي ألقيها. وفى نسختها هدى: دلالة وبيان لما يحتاج إليه من أمر الدين. ورحمة: نعمة ومنفعة. للذين هم لربهم يرهبون: معاصي الله.
(155) واختار موسى قومه: من قومه، من باب الحذف والإيصال. سبعين رجلا لمقاتنا: سبقت قصتهم عند ذكر سؤال الرؤية. فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي: تمنى هلاكهم، وهلاكه قبل أن يرى ما رأى. أتهلكنا بما فعل السفهاء منا: من التجاسر على طلب الرؤية. في التوحيد: عن الرضا عليه السلام أن السبعين لما صاروا معه إلى الجبل قالوا له: إنك قد رأيت الله سبحانه فأرناه كما رأيته، فقال:
إني لم أره، فقالوا: (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة)، واحترقوا عن آخرهم، وبقى موسى وحيدا، فقال: يا رب اخترت سبعين رجلا من بني إسرائيل فجئت بهم وأرجع وحدي فكيف يصدقني قومي بما أخبرتهم به؟ فلو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا)؟ فأحياهم الله بعد موتهم.
وفي العيون: ما يقرب منه كما مر. إن هي إلا فتنتك: ابتلاؤك حين أسمعتهم كلامك حتى طمعوا في الرؤية. تضل بها من تشاء وتهدى من تشاء أنت ولينا: القائم بأمرنا. فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين: تغفر السيئة وتبدلها بالحسنة.
(156) واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة: حسن معيشة، وتوفيق طاعة. وفى الآخرة:
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست