التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ١٨٧
(25) قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون: بالجزاء للجزاء، وقرء بفتح التاء.
(26) يا بني آدم: العياشي: عنهما عليهما السلام قالا: هي عامة. قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم: ويغنيكم عن خصف الورق. وريشا: تتجملون به، والريش ما يتجمل به، استعير من ريش الطائر لأنه لباسه وزينته. ولباس (1) التقوى: خشية الله ذ لك خير: وقرء لباس بالنصب.
القمي: قال: لباس التقوى ثياب البياض.
وعن الباقر عليه السلام: وأما اللباس: فالثياب التي تلبسون، وأما الرياش:
فالمتاع والمال، وأما لباس التقوى: فالعفاف، إن العفيف لا تبدو له عورة وإن كان عاريا من الثياب، والفاجر: بادي العورة وإن كان كاسيا من الثياب، (ذلك خير)، يقول: والعفاف خير. ذلك: أي انزال اللباس. من آيات الله: الدالة على فضله ورحمته. لعلهم يذكرون:
فيعرفون نعمته أو يتعظون فيتورعون عن القبايح.
(27) يبنى آدم لا يفتننكم الشيطان: لا يمتحننكم بأن يمنعكم دخول الجنة باغوائكم، والمعنى نهيهم عن اتباعه والافتتان به. كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما أسند النزع إليه للتسبب. إنه يريكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم: تعليل للنهي، وتأكيد للتحذير من فتنته، وقبيله: جنوده، وفي الحديث: أن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم. إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون: لما بينهم من التناسب.
(28) وإذا فعلوا فاحشة: فعلة متناهية في القبح كعبادة الصنم، والائتمام بإمام الجور، والطواف بالبيت عريانا. قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون:

1 - قوله ولباس التقوى خشية الله وقيل السمت الحسن وقيل لباس الحرب ورفعه بالابتداء وخبره ذلك خيرا أو خير وذلك صفته كأنه قيل ولباس التقوى المشار إليه خير وقرأ نافع وابن عامر والكسائي ولباس بالنصب عطفا على لباسا.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»
الفهرست