التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ١٨٤
الحجر إن شاء الله تعالى، وفي إسعافه إليه ابتلاء العباد وتعريضهم للثواب بمخالفته.
(16) قال فبما أغويتني: أي فبسبب إغوائك إياي وهو تكليفه إياه ما وقع به في الغي ولم يثبت كما ثبتت الملائكة فإنه لما أمره الله بالسجود حملته الأنفة على معصيته.
لأقعدن لهم صراطك المستقيم: لأجتهدن في إغوائهم حتى يفسدوا بسببي كما فسدت بسببهم بأن أترصد لهم على طريق الإسلام كما يترصد القطاع على الطريق ليقطعه على المارة.
العياشي: عن الصادق عليه السلام الصراط هنا: علي عليه السلام.
وفي الكافي: عن الباقر عليه السلام يا زرارة إنما عمد لك ولأصحابك، فأما الآخرون فقد فرغ منهم. وفي رواية العياشي: عنه عليه السلام إنما صمد (1).
(17) ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم: من الجهات الأربع جمع.
في المجمع: عن الباقر عليه السلام: (ثم لآتينهم من بين أيديهم) معناه أهون عليهم أمر الآخرة (ومن خلفهم) أمرهم بجمع الأموال، والبخل بها عن الحقوق، لتبقى لورثتهم (وعن أيمانهم) أفسد عليهم أمر دينهم بتزيين الضلالة وتحسين الشبهة (وعن شمائلهم) بتحبيب اللذات إليهم، وتغليب الشهوات على قلوبهم (2) والقمي: ما يقرب منه ببيان أبسط.
ولا تجد أكثرهم شاكرين: مطيعين قاله تظننا لقوله سبحانه: (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه). (18) قال اخرج منها مذؤما: مذموما من ذأمه إذا ذمه. مدحورا: مطرودا. لمن تبعك

١ - يصمد في الحوائج يقصد والصمد القصد يقال صمده يصمده صمدا.
٢ - قيل المعنى من قبل دنياهم وآخرتهم ومن جهة حسناتهم وسيئاتهم عن ابن عباس وتلخيصه إني أزين لهم الدنيا وأخوفهم بالفقر وأقول لهم لا جنة ولا نار ولا بعث ولا حساب واثبطهم عن الحسنات واشغلهم عنها واحبب إليهم السيئات وأحثهم عليها قال ابن عباس وإنما لم يقل من فوقهم لان فوقهم جهة نزول الرحمة من السماء فلا سبيل له إلى ذلك ولم يكن من تحت أرجلهم لان الاتيان به يوحش انتهى وإنما دخلت من في القدام الخلف وعن في اليمين والشمال لان في القدام والخلف معنى طلب النهاية وفي اليمين والشمال الانحراف عن الجهة.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست