التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ١١١
غير احتذاء مثال وهو يطعم ولا يطعم: يرزق ولا يرزق يعني أن المنافع كلها من عنده، ولا يجوز عليه الانتفاع. قل إني أمرت: أي أمرني ربي. أن أكون أول من أسلم: لأن النبي سابق أمته في الإسلام. ولا تكونن من المشركين: وقيل لي: (ولا تكونن من المشركين)، ويجوز عطفه على (قل).
(15) قل إني أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم: مبالغة أخرى في قطع أطماعهم، وتعريض لهم بأنهم عصاة مستوجبون للعذاب.
العياشي: عن الصادق عليه السلام ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إني أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم) حتى نزلت سورة الفتح فلم يعد إلى ذلك الكلام. (16) من يصرف عنه يومئذ يعني العذاب، وقرئ بالبناء للفاعل. فقد رحمه: وتفضل عليه. في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذي نفسي بيده ما من الناس أحد يدخل الجنة بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله، قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل وذلك الفوز المبين.
(17) وإن يمسسك الله بضر: ببلية كمرض وفقر. فلا كاشف له: فلا قادر على كشفه. إلا هو وإن يمسسك بخير: بنعمة كصحة، وغنى. فهو على كل شئ قدير: يقدر على إدامته وإزالته.
(18) وهو القاهر فوق عباده: تصوير لقهره وعلوه بالغلبة والقدرة يعني أنهم تحت تسخيره وتذليله. وهو الحكيم: في أمره وتدبيره. الخبير: بالعباد، وخفايا أحوالهم، وبكل شئ.
(19) قل أي شئ أكبر شهادة: أعظم شهادة، وأصدق. قل الله شهيد بيني وبينكم: قيل: الله جواب، وشهيد: مستأنف بتقدير هو. وقيل: بل الله شهيد ساد مسد الجواب.
أقول: لعله أريد أنه لا يحتاج إلى الجواب ويكون معنى السؤال أنه غير خاف أن الله هو أكبر شئ شهادة وأنتم أيضا تعلمون ذلك، ومعنى (الله شهيد): أن الله الذي هو أكبر شئ شهادة هو الذي يشهد لي بالنبوة، وإنما جاز إطلاق الشئ على الله تعالى لإخراجه
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست