التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ١٠٤
وكفى بك شهيدا فيدعى بالملائكة فيشهدون لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بتبليغ الرسالة ثم يدعى بأمة محمد فيسألون هل بلغكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم رسالتي وكتابي وحكمتي وعلمني وعلكم ذلك فيشهدون لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بتبليغ الرسالة والحكمة والعلم فيقول الله لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فهل استخلف في أمتك من بعدك من يقوم فيهم بحكمتي وعلمي ويفسر لهم كتابي ويبين لهم ما يختلفون فيه من بعدك حجة لي وخليفة في الأرض فيقول محمد صلى الله عليه وآله وسلم نعم يا رب قد خلقت فيهم علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه أخي ووزيري ووصيي وخير أمتي ونصبته لهم علما في حيوتي ودعوتهم إلى طاعته وجعلته خليفتي في أمتي إماما يقتدى به الأمة من بعدي إلى يوم القيامة فيدعى بعلي بن أبي طالب فيقال له هل أوصى إليك محمد صلى الله عليه وآله وسلم واستخلفك في أمته ونصبك علما لامته في حياته وهل قمت فيهم من بعده مقامه فيقول له علي نعم يا رب قد أوصى إلى محمد وخلفني في أمته نصبني لهم علما في حياته فلما قبضت محمدا صلى الله عليه وآله وسلم إليك جحدتني أمته ومكروا بي واستضعفوني وكادوا يقتلونني وقدموا قدامي من أخرت وأخروا من قدمت ولم يسمعوا مني ولم يطيعوا أمري فقاتلتهم في سبيلك حتى قتلوني فيقال لعلي هل خلفت من بعدك في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم حجة وخليفة في الأرض يدعو عبادي إلى ديني والى سبيلي فيقول علي نعم يا رب قد خلفت فيهم الحسن ابني وابن بنت نبيك فيدعى بالحسن بن علي صلوات الله عليهما فيسأل عما سئل عنه علي بن أبي طالب عليه السلام قال ثم يدعى بامام إمام وبأهل عالمه فيحتجون بحجتهم فيقبل الله عذرهم ويجيز حجتهم قال ثم يقول الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم العياشي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال كان القرآن ينسخ بعضه بعضا وإنما يؤخذ من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بآخره وكان آخر ما نزل عليه سورة المائدة نسخت ما قبلها ولم ينسخها شئ لقد نزلت عليه وهو على بغلة شهباء وثقل عليه الوحي حتى وقفت وتدلى بطنها حتى رأيت سرتها تكاد تمس الأرض وأغمي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى وضع يده على ذؤابة شيبة بن وهب الجحمي ثم دفع ذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقرأ علينا سورة
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست