التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٥٧
موضعه في التوراة ووضعوا مكانه أدم طوال (1) ويقولون سمعنا قولك وعصينا أمرك واسمع غير مسمع يعنون اسمع منا ندعو عليك بلا سمعت أو اسمع غير مجاب إلى ما تدعو إليه وراعنا انظرنا نكلمك أو نفهم كلامك يعنون به السبب فان راعنا سب في لغتهم ليا بألسنتهم فتلا بها وصرفا للكلام إلى ما يشبه السب حيث وضعوا راعنا المشابه لما يتسابون به موضع انظرنا وراقبنا وغير مسمع موضع لا أسمعت مكروها أو فتلا بها وضما ما يظهرون من الدعاء والتوقير إلى ما يضمرونه من الشتم والتحقير نفاقا وطعنا في الدين استهزاء به وسخرية ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم واعدل واسد ولكن لعنهم الله خذلهم وأبعدهم عن الهدى بكفرهم بسبب كفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا إلا ايمانا قليلا لا يعبأ به وهو الايمان ببعض الآيات والرسل وايمانا ضعيفا لا اخلاص فيه أو الا قليلا منهم.
(47) يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها.
في المجمع عن الباقر (عليه السلام) ان المعنى نطمسها عن الهدى فنردها على ادبارها في ضلالتها حيث لا يفلح أبدا والطمس (2) إزالة الصورة ومحو التخطيط أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت أو نخزيهم بالمسخ كما أخزيناهم به وكان أمر الله مفعولا فيقع لا محالة ما أو عدتم به إن لم تؤمنوا.
(48) إن الله لا يغفر أن يشرك به لأنه حكم على خلود عذابه من جهة أن ذنبه لا ينمحي عنه أثره فلا يستعد للعفو الا أن يتوب ويرجع إلى التوحيد فان باب التوبة مفتوح أبدا ويغفر ما دون ذلك ما دون الشرك صغيرا كان أو كبيرا لمن يشاء تفضلا عليه واحسانا.
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال الكبائر فما سواها.
وفيه وفي الفقيه أنه سئل هل تدخل الكبائر في مشية الله قال نعم ذاك إليه عز

(1) الطوال بالضم (منه ره).
(2) في الحديث لا صورة لا تخطيط ولا تحديد وفيه أن قوما يصنعون الله بالصورة والتخطيط أي انه ذو أضلاع (م).
(٤٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة المؤلف 2
2 ديباجة الكتاب 7
3 المقدمة الأولى: في نبذة مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله 15
4 المقدمة الثانية: في نبذة مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) 19
5 المقدمة الثالثة: في نبذة مما جاء في أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم وبيان سر ذلك 24
6 المقدمة الرابعة: في نبذة مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله 29
7 المقدمة الخامسة: في نبذة مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه 35
8 المقدمة السادسة: في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك 40
9 المقدمة السابعة: في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه 56
10 المقدمة الثامنة: في نبذة مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات والقراءات والمعتبرة منها 59
11 المقدمة التاسعة: في نبذة مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك 64
12 المقدمة العاشرة: في نبذة مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة 67
13 المقدمة الحادية عشرة: في نبذة مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها 70
14 المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير 75
15 تفسير الاستعاذة 79
16 سورة الفاتحة وهي سبع آيات 80
17 سورة البقرة وهي 286 آية 90
18 سورة آل عمران وهي 200 آية 315
19 سورة النساء وهي 177 آية 413