(43) يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة لا تقوموا إليها وأنتم سكارى من نحو نوم أو خمر حتى تعلموا ما تقولون حتى تنتبهوا وتفيقوا.
في الكافي والعلل والعياشي عن الباقر (عليه السلام) لا تقم إلى الصلاة متكاسلا ولا متناعسا ولا متثاقلا فإنها من خلال (1) النفاق وقد نهى الله عز وجل أن تقوموا إلى الصلاة وأنتم سكارى قال سكارى قال سكر النوم.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام منه سكر النوم وهو يفيد التعميم.
وفي المجمع عن الكاظم (عليه السلام) أن المراد به سكر الشراب ثم نسختها تحريم الخمر. ومثله ما روته العامة وأنها نزلت فيمن قرأ في صلاته أعبد ما تعبدون في سكره.
والعياشي عنه هذا قبل أن يحرم الخمر، وعن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن هذه الآية قال يعني سكر النوم يقول بكم نعاس يمنعكم أن تعلموا ما تقولون في ركوعكم وسجودكم وتكبيركم وليس كما يصف كثير من الناس يزعمون أن المؤمنين يسكرون من الشراب والمؤمن لا يشرب مسكرا ولا يسكر.
أقول: لما كانت الحكمة تقتضي تحريم الخمر متدرجا والتأخير في التصريح به كما مضى بيانه في سورة البقرة وكان قوم من المسلمين يصلون سكارى منها قبل استقرار تحريمها نزلت هذه الآية وخوطبوا بمثل هذا الخطاب ثم لما ثبت تحريمها واستقر وصاروا ممن لا ينبغي أن يخاطبوا بمثله لأن المؤمنين لا يسكرون من الشراب بعد أن حرم عليهم جاز أن يقال الآية منسوخة بتحريم الخمر بمعنى عدم حسن خطابهم بمثله بعد ذلك لا بمعنى جواز الصلاة مع السكر ثم لما عم الحكم سائر ما يمنع من حضور القلب جاز أن يفسر بسكر النوم ونحوه تارة وأن يعم الحكم أخرى فلا تنافي بين هذه الروايات بحال والحمد لله على ما رزقنا من فهم كلام خلفائه ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا.
في العلل والعياشي عن الباقر (عليه السلام) والقمي عن الصادق (عليه السلام)