وعن الرضا (عليه السلام) ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم إنما العبادة التفكر في أمر الله.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تفكر ساعة خير من قيام ليلة، وفي رواية من عبادة سنة، وفي أخرى ستين سنة وإنما اختلفت لاختلاف مراتب التفكر ودرجات المتفكرين وأنواع المتفكر فيه ربنا ما خلقت هذا الخلق باطلا عبثا ضائعا من غير حكمة يعني يقولون ذلك سبحانك تنزيها لك من العبث وخلق الباطل وهو اعتراض.
فقنا عذاب النار للاخلال بالنظر فيه والقيام بما يقتضيه.
(192) ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار وضع المظهر موضع المضمر للدلالة على أن ظلمهم صار سببا لإدخالهم النار وانقطاع النصرة عنهم في الخلاص منها العياشي عن الباقر (عليه السلام) مالهم من أئمة يسمونهم بأسمائهم.
(193) ربنا إننا سمعنا مناديا هو الرسول وقيل القرآن ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا كبائرنا فإنها ذات تبعات وأذناب وكفر عنا سيئاتنا صغائرنا فإنها مستقبحة ولكنها مكفرة عن مجتنب الكبائر وتوفنا مع الأبرار مخصوصين بصحبتهم معدودين في زمرتهم.
(194) ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك أي على ألسنتهم وإنما سألوا ما وعدوا مع أنه لا يخلف الله وعده تعبدا واستكانة ومخافة أن يكونوا مقصرين في الامتثال ولا تخزنا يوم القيامة بأن تعصمنا عما يقتضي الخزي إنك لا تخلف الميعاد بإثابة المؤمن وإجابة الداعي وتكرير ربنا للمبالغة في الابتهال والدلالة على استقلال المطالب وعلو شأنها، روي من حزنه أمر فقال خمس مرات ربنا أنجاه الله مما يخاف.
في المجمع عن النبي لما أنزلت هذه الآية قال ويل لمن لاكها بين فكيه ولم يتأمل ما فيها.
(195) فاستجاب لهم ربهم إلى طلبهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من