وسلم) لما أسري به إلى السماء قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما انتهيت إلى سدرة المنتهى وإذا الورقة منها تظل أمة من الأمم وكنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى كما حكى الله عز وجل فناداني ربي تبارك وتعالى * (آمن الرسول بما انزل إليه من ربه) * فقلت أنا مجيبه عني وعن أمتي والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله فقلت سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير فقال الله لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فقلت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا فقال الله لا أؤاخذك فقلت ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا فقال الله لا أحملك فقلت ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين فقال الله تبارك وتعالى قد أعطيت ذلك لك ولامتك فقال الصادق (عليه السلام) ما وفد إلى الله وتعالى أحد أكرم من رسول الله حين سأل لأمته هذه الخصال.
والعياشي ما في معناه في حديث بدون قوله فقال الصادق (عليه السلام) إلى آخر الحديث.
وفي الاحتجاج عن الكاظم (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) في حديث يذكر فيه مناقب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال إنه لما أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين الف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش فدنا بالعلم فتدلى وقد دلى له من الجنة رفرف أخضر وغشى النور بصره فرأى عظمة ربه عز وجل بفؤاده ولم يرها بعينه فكان كقاب قوسين بينها وبينه أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى فكان فيما أوحى إليه الآية التي في سورة البقرة قوله تعالى * (لله ما في السماوات وما في الأرض وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير) * وكانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدم على نبينا و (عليه السلام) إلى أن بعث الله تبارك اسمه محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وعرضت على الأمم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها وقبلها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعرضها على أمته فقبلوها فلما رأى الله عز وجل منهم القبول على أنهم لا يطيقونها فلما أن سار إلى ساق العرش كرر عليه الكلام ليفهمه فقال آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه فأجاب مجيبا عنه وعن أمته فقال والمؤمنون