(264) يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى العياشي عنهما (عليهما السلام) نزلت في عثمان وجرت في معاوية وأتباعهما.
وعن الباقر (عليه السلام) بالمن والأذى لمحمد وآل محمد قال هذا تأويله.
كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر لا يريد به رضاء الله ولا ثواب الآخرة فمثله في انفاقه كمثل صفوان حجر أملس عليه تراب فأصابه وابل مطر عظيم القطر فتركه صلدا أملس نقيا من التراب لا يقدرون على شئ مما كسبوا لا ينتفعون بما فعلوه ولا يجدون ثوابه والله لا يهدي القوم الكافرين إلى الخير والرشاد وفيه تعريض بأن الرياء والمن والأذى على الانفاق من صفة الكفار ولابد للمؤمن أن يتجنب عنها.
(265) ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم القمي عن المن والأذى.
أقول: يعني يوطنون أنفسهم على حفظ هذه الطاعة وترك اتباعها مما يفسدها من المن والأذى والسمعة والرياء والعجب ونحوها بعد اتيانهم بها ابتغاء مرضات الله.
العياشي عن الباقر (عليه السلام) انها نزلت في علي (عليه السلام).
كمثل جنة أي مثل نفقتهم في الزكاة كمثل بستان بربوة أي في موضع مرتفع فان شجره يكون أحسن منظرا وأزكى ثمرا وأمنع من أن يفسده السيل بالوابل ونحوه أصابها وابل فآتت أكلها ثمرتها وقرئ بالتخفيف ضعفين مثلي ما كانت تثمر بسبب الوابل.
في المجمع عن الصادق (عليه السلام) معناه يتضاعف ثمرتها كما يتضاعف أجر من أنفق ماله ابتغاء مرضات الله فإن لم يصبها وابل فطل فمطر صغير القطر يكفيها لكرم منبتها والطل يقال لما يقع بالليل على الشجر والنبات، قيل إن المعنى ان نفقات هؤلاء زاكية عند الله تعالى لا تضيع بحال وإن كانت تتفاوت باعتبار ما ينضم إليها من الأحوال ويجوز أن يكون التمثيل لحالهم عند الله تعالى بالجنة على الربوة ونفقاتهم الكثيرة والقليلة الزائدتين في زلفاهم بالوابل والطل والله بما تعملون بصير تحذير عن رياء وترغيب في الإخلاص.