الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٤ - الصفحة ١٦٥
قوله تعالى (مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا) قال فيه (ما موجب إغراقهم حين أغرقوا؟ وأجاب بأنهم ما أغرقوا إلا على وجه العقاب الخ) قال أحمد: هذا السؤال مفصح عما في باطنه من وجوب تعليل أفعال الله تعالى، وعليه يبنى أنه لا يجوز الألم من الله تعالى إلا باستحقاق سابق أو لاعواض مترقبة أو لغير ذلك من المصالح، بناء على القاعدة لهم في الصلاح والأصلح، والصبيان لا جناية سبقت منهم ولا عوض يترقب فيهم فيرد السؤال على ذلك، وأما أهل السنة فالله تعالى قد تكفل الجواب عنهم بقوله - لا يسئل عما يفعل - وهذا الكلام بالنظر إلى خصوص واقعة قوم نوح وينجر الكلام منها إلى حكم الله علينا في العدو إذا خيف من مقاتلتهم بالآلات على ذراريهم أن ذلك لا يوجب إلا كفاف عن مقاتلتهم بالآلات المهلكة لهم والمذرية، ويستدل برمي النبي صلى الله عليه وسلم على أهل الطائف بالمجانيق، وقيل له فيهم الذرية فقال: هم من آبائهم، وأما رميهم بالنار وفيهم الذرية فمنعه مالك رحمه الله إلا أن يخاف غائلتهم فيرمون بها إن لم يندفعوا بغيرها، والله أعلم.
(١٦٥)
مفاتيح البحث: الخوف (1)، الجواز (1)، الوجوب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 161 163 164 165 166 168 171 172 173 ... » »»