الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٤ - الصفحة ١٧٢
قوله تعالى (قل إن أدرى أقريب ما توعدون أم يجعل له ربى أمدا) قال (إن قلت: ما معنى التقسيم والامد يكون قريبا وبعيدا لقوله - تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا -؟) وأجاب بأنه كان صلى الله عليه وسلم الموعد وكأنه قال: ما أدرى هل هو حال متوقع في كال ساعة أم له غاية مضروبة.
قوله تعالى (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) قال فيه (إبطال للكرامات، لأنه حصر ذلك في المرتضى من الرسل والولي وإن كان من المرتضين الخ) قال أحمد: ادعى عاما واستدل خاصا، فإن دعواه إبطال الكرامات بجميع أنواعها، والمدلول عليه بالآية بإبطال اطلاع الولي على الغيب خاصة ولا يكون كرامة، وخارق العادة إلا الاطلاع على الغيب لاغير، وما القدرية إلا لهم شبهة في إبطالها، وذلك أن الله عز وجل لا يتخذ منهم وليا أبدا وهم لم يحدثوا بذلك عن أشياعهم قط، فلا جرم أنهم يستمرون على الانكار ولا يعلمون أن شرط الكرامة الولاية وهى مسلوبة عنهم اتفاقا، وأما سلب الايمان فمسألة خلاف، فما أطمع من يكون إيمانه مسألة خلاف وهو يريد الكرامة لأنه لم يؤتها، والله الموفق.
(١٧٢)
مفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 168 171 172 173 174 176 180 182 ... » »»