الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ١٣٩
قوله تعالى (ولقد آتينا داود وسليمان علما) قال (معناه طائفة من العلم) قال أحمد: التبعيض والتقليل من التنكير، وكما يرد للتقليل من شأن المنكر فكذلك يرد للتعظيم من شأنه كما مر آنفا في قوله تعالى - وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم - ولم يقل الحكيم العليم والغرض من التنكير التفخيم كأنه قال: من لدن حكيم عليم، فظاهر قوله - ولقد آتينا داود وسليمان علما - في سياق الامتنان تعظيم العلم الذي أوتياه كأنه قال علما أي علم، وهو كذلك فإن علمهما كان مما يستعظم ويستغرب، ومن ذلك علم منطق الطير وسائر الحيوانات الذي خصهما الله تعالى به، وكل علم بالإضافة إلى علم الله تعالى قليل ضئيل، والله أعلم.
قوله تعالى (وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين) قال: بجلا نعمة الله عليهما من حيث قولهما فضلنا وتواضعا بقولهما على كثير ولم يقولا على عباده اعترافا بأن غيرهما يفضلهما حذرا من الترفع.
(١٣٩)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 134 135 136 137 139 141 145 149 150 152 ... » »»