الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ١١٠
قوله تعالى حكاية عن فرعون (قال فأت به إن كنت من الصادقين) قال فيه (علم فرعون أنه لا يأتي بالمعجزة إلا صادق في دعواه، لأن المعجزة تصديق من الله تعالى لمدعى النبوة والحكيم لا يصدق الكاذب، ومن العجب أن فرعون لم يخف عليه هذا وخفى على طائفة من أهل القبلة حيث جوزوا القبيح على الله تعالى حتى لزمهم تصديق الكاذبين بالمعجزات انتهى كلامه) قال أحمد: ليته سلم وجه تصنيفه من ثآليل هذه الأباطيل وكلف هذا التكلف في كيده لأهل السنة وإن كيده لفى تضليل، بينا هو يعرض بتفضيل فرعون عليهم إذا هو قد حتم على إخوانه القدرية أنهم فراعنة، وأن كلا منهم إذا فتش نفسه وجد فيها نصيبا من فرعنته حيث يقول أنا ربكم الأعلى، لأنهم يعتقدون أن أفعالهم خلقهم، وأنهم لها مبدعون خالقون، كلا إنهم لهم المبتدعون المختلفون لأنهم حجروا على الله تعالى أن يفعل إلا ما توطأت أوهامهم على أنه حسن بالنسبة إلى الخلق في الشاهد، فمن ثم أشركوا به وهم لا يشعرون، ولما هدى الله تعالى أهل السنة إلى التوحيد الحق اعتقدوا أن كل شئ هو مخلوق لله تعالى لا شريك له في ملكه، وأن كل ممكن يجوز أن ينظمه سلطان القدرة الأزلية في سلكه، فكان من الممكنات أن يبتلى الله عباده بخرق العادات على أيدي
(١١٠)
مفاتيح البحث: الشراكة، المشاركة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 102 104 105 108 110 111 112 114 117 119 ... » »»