الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٥٦٠
والمراد الشمول لأن النكرة إذا وقعت في سياق الشرط تعم كما إذا وقعت في سياق النفي، والله أعلم، عاد كلامه، قال: وعدل عن إذا إلى إن لأن مجئ الفاسق بالكذب لرسول الله ولأصحابه مما يندر الخ.
قوله تعالى (واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان) الآية، قال فيه (الجملة المصدرة بلو لا تكون مستأنفة لأدائه إلى تنافر النظم الخ) قال أحمد: من جملة هبات المعتزلة ثلبهم على عثمان رضي الله عنه ووقوفهم عن الحكم بتعنيف قتلته، فضم إلى هذا المعتقد غير معرج عليه ما أورده الزمخشري في هذا الموضع من حكايات تولية عثمان لأخيه الوليد الفاعل تلك الفعلة الشنعاء عوضا عن سعد بن أبي وقاص أحد الصحابة وما عرض به من أن بعض الصحابة كان يصدر منهم هنات، فمنها مطالبتهم النبي صلى الله عليه وسلم باتباع آرائهم التي من جملتها تصديق الوليد في الإيقاع ببنى المصطلق، فإذا ضممت هذه النبذة التي ذكرها إرسالا إلى ما علمت من معتقده تبين لك من حاله: أعني الزمخشري مالا أطيق التصريح به لأنه لم يصرح وإنما سلكنا معه سبيل الإنصاف ومحجة الانتصاف نص بنص وتلويح بتلويح، فنسأل الله العظيم بعد الصلاة على
(٥٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 555 556 557 558 559 560 561 562 563 565 567 ... » »»