الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٥١٦
قوله تعالى (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين أم يقولون افتراه الآية. قال فيه (اللام في قوله تعالى للحق نحو اللام في قوله - وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه - أي لأجل الحق ولأجل الذين آمنوا) الخ. قال أحمد: هذا الإضراب في بابه مثل الغاية التي قدمتها آنفا في بابها، فإنه انتقال إلى موافق لكنه أزيد من الأول، فنزل لزيادته عليه مع ما تقدمه مما ينقص عنه منزلة المتنافيين كالنفي والإثبات اللذين يضرب عن أحدهما للآخر، وذلك أن نسبتهم للآيات إلى أنها مفتريات أشد وأبعد من نسبتها إلى أنها سحر، فأضرب عن ذلك الأول إلى ذكر ما هو أغرب منه.
قوله تعالى (قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا) قال (فإن قلت: ما معنى إسناد الفعل إليهم الخ) قال أحمد: فيه نظر من قبيل أن الكلام جرى فرضا وتقديرا، ومتى فرض الافتراء لا يتصور على تقديره نصح، فإن النصح عبارة عن الدعاء إلى ما فيه نفع، ولا ينفع المكلف في عمل ظاهر أو باطن إلا أن يكون مأمورا به من الله
(٥١٦)
مفاتيح البحث: الضرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 505 506 507 514 515 516 517 518 519 520 521 ... » »»