الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٤٠٢
قوله تعالى (ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هل فتنة) قال فيه (معناه: على علم من الله بي وباستحقاقي الخ) قال أحمد: كذلك يقول على قدري، تمنى على الله أن يثيبه في الآخرة، إن الفرق بين حمد الدنيا وحمد الآخرة أن حمد الدنيا واجب على العبد لأنه على نعمة متفضل بها، وحمد الآخرة ليس بواجب عليه لأنه على نعمة واجبة على الله عز وجل، ولقد صدق الله إذ يقول وهى فتنة إنما سلم منها أهل السنة، إذ يعتقدون أن الثواب بفضل الله وبرحمته لا باستحقاق، ويتبعون في ذلك قول سيد البشر صلى الله عليه وسلم " لا يدخل أحد الجنة بعمله، قيل: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني برحمته " فما أحمق من منى نفسه وركب رأسه وطمع أنه يستحق على الله الجنة. قال: فإن قلت: لم عطفت هذه الآية على التي قبلها بالفاء والآية التي قبلها في أول السورة بالواو؟ وأجاب بأن هذه الآية مسببة عن قوله وإذا ذكر الله الخ قال أحمد: كلام جليل فافهمه فضلا عن مشبه قليل.
(٤٠٢)
مفاتيح البحث: التصديق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 393 396 397 398 402 405 406 407 408 412 ... » »»