الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٣٦١
قوله تعالى (أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكرى بل لما يذوقوا عذاب) قال: معناه لم يذوقوه بعد، فإذا ذاقوه زال عنهم ما بهم الخ. قلت: ويؤخذ منه أن لما لائقة بالجواب، وإنما ينفى بها فعل يتوقع وجوده كما يقول سيبويه، وفرق بينها وبين لم بأن لم نفى الفعل بتوقع وجوده لم يقبل مثبته قد ولما نفى لما يتوقع وجوده أدخل على مثبته قد، وإنما ذكرت ذلك لأنى حديث عهد بالبحث في قوله عليه الصلاة والسلام " والشفعة فيما لم يقسم " فإني استدللت به على أن الشفعة خاصة بما يقبل القسمة، فقيل لي إن غايته أنه أثبت الشفعة فيما نفى عنه القسمة، فإما لأنها لا تقبل قسمة، وإما أنها تقبل ولم تقع القسمة، فأبطلت ذلك بأن آلة النفي المذكورة لم ومقتضاها قبول المحل الفعل المنفى وتوقع وجوده، ألا تراك تقول الحجر لا يتكلم، ولو قلت الحجر لم يتكلم لكان ركيكا من القول لإفهامه قبول الكلام.
قوله تعالى (أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب) قال: ثم تهكم بهم غاية التهكم
(٣٦١)
مفاتيح البحث: الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 348 349 358 360 361 362 363 364 366 367 ... » »»