الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٢٠٢
قوله تعالى (أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده) قال فيه (يعيده ليس معطوفا على يبدئ وإنما هو أخبار على حياله كما وقع - كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة - كقولك: ما زلت أوثر فلانا واستخلفه بعدي) قال أحمد: وقد تقدم له عند قوله تعالى - أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده - أنه معطوف وصحح العطف، وإن كانوا ينكرون الإعادة لان الاعتراف بها لازم لها، وقد أبى ههنا جعله معطوفا، فالفرق والله أعلم أنه ههنا لو عطف الإعادة على البداءة لدخلت في الرؤية الماضية وهي لم تقع بعد، ولا كذلك في آية النمل. ولقائل أن يقول:
هي وإن لم تقع إلا أنها بإخبار الله تعالى بوقوعها كالواقعة المرئية فعوملت معاملة ما رؤي وشوهد، إلا أن جعله خبرا ثانيا أوضح، والله أعلم.
قوله تعالى (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة) قال (إن قلت: ما وجه الافصاح باسمه تعالى مع النشأة الآخرة بعد إضماره في البداءة أولا؟ قلت: لان النشأة الآخرة هي المقصودة وفيها كانت تصطك الركب فكانت خليقة بإبراز اسمه تعالى تحقيقا لنسبة الإعادة إلى من نسبت إليه الأولى) قال أحمد:
والأصل الاظهار ثم الاظمار، ويليه لقصد التفخيم الاظهار، ويليه وهو أفخم الثلاثة الاظهار بعد الاظمار كما في الآية، والله أعلم.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 199 200 202 207 211 213 215 219 ... » »»