الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ١٩٩
قوله تعالى (وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ إنهم لكاذبون) قال (وبعض المتسمين بالإسلام إذا أراد أن يشجع صاحبه على ذنب قال له: افعل هذا وإثمه في عنقي، ومنه ما يحكى أن رجلا رفع إلى المنصور حوائجه، فلما قضاها قال: يا أمير المؤمنين بقيت لي إليك حاجة هي العظمى، قال: وما هي؟ قال: شفاعتك في المحشر، فقال عمرو: يا أمير المؤمنين إياك وهؤلاء فهم قطاع الطريق في المأمن) قال أحمد: عمرو بن عبيد أول القدرية المنكرين للشفاعة فاحذره، وليست الآية مطابقة للحكاية، ولكن الزمخشري يبنى على أنه لا فرق بن اعتقاد الشفاعة واعتقاد أن الكفار يحملون خطايا أتباعهم، فلذلك ساقهما مساقا واحدا نعوذ بالله من ذلك. وفى قوله تعالى - إنهم لكاذبون - نكتة حسنة يستدل بها على صحة مجئ الأمر بمعنى الخبر، فإن من الناس من أنكره والتزم تخريج جميع ما ورد في ذلك على أصل الأمر ولم يتم له ذلك في هذه الآية لأن الله تعالى أردف قولهم - ولنحمل خطاياكم - على صيغة الأمر بقوله - إنهم لكاذبون - والتكذيب إنما يتطرق إلى الأخبار.
(١٩٩)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 199 200 202 207 211 213 ... » »»