الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٢٢٧
قوله تعالى (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير) الآية. قال محمود (فوضع استعجالهم بالخير موضع تعجيله لهم الخير الخ) قال أحمد: وهذا أيضا من تنبيهات الزمخشري الحسنة التي تقوم على دقة نظره شاهدة وبينة، ولا يكاد وضع المصدر مؤكدا أو مقارنا لغير فعله في الكتاب العزيز يخلو من مثل هذه الفائدة الجليلة، والنجاة غايتهم أن يقولوا في قوله تعالى - والله أنبتكم من الأرض نباتا - أنه أجرى المصدر على الفعل مقدرا عدم الزيادة أو هذا المصدر لفعل دل عليه المذكور تقديره نبتم نباتا ولا يزيدون على ذلك، وإذا راجع الفطن قريحته وناجى فكرته هل قرن المصدر في كتاب الله بغير فعله لفائدة أو لا تسور بلطف النظر على مثل هذه الفوائد العلية مراتبها، فالفائدة والله أعلم في اقتران قوله نباتا بقوله أنبتكم التنبيه على تحتم نفوذ القدرة في المقدور وسرعة إمضاء حكمها حتى كان إنبات الله لهم نفس نباتهم: أي إذا وجد من الله الإنبات وجدلهم النبات حتما، فكان أحد الأمرين عين الآخر فقرن به، والله أعلم.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 226 227 228 231 232 233 234 ... » »»