الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٢٣٢
نكته التي لا يكتنه حسنها، وقد مر لي قبل الوقوف عليها مثل هذا النظر بعينة في توأمتها وذلك عند قوله تعالى - وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم - وقد استدل الزمخشري بها لأبى حنيفة في أن الصغير يبتلى قبل البلوغ بأن يسلم إليه قدر من المال يمتحن فيه، خلافا لمالك فإنه لا يرى الابتلاء قبل البلوغ. قال الزمخشري: ووجه الاستدلال أن الله تعالى جعل البلوغ غاية الابتلاء فيلزم وقوع الابتلاء قبله ضرورة كونه مغيا به. واعترضت هذا الاستدلال فيما سلف بأن المجعول غاية هو حمله ما في حيز حتى من البلوغ مقرونا بإيناس الرشد، وهذا المجموع هو الذي هو الذي يلزم وقوعه بعد الابتلاء، ولا يلزم من ذلك أن يقع كل واحد من مفردية بعد الابتلاء، بل من الممكن أن يقع أحدهما قبل والآخر بعد، فلا يحصل المجموع إلا بعد الابتلاء، ويوضح ذلك هذه الآية فإنه تعالى جعل غاية تسييرهم في الفلك كونهم فيها مضافا إلى ما ذكر معه، ونحن نعلم أن كونهم في الفلك وذلك أحد ما جعل غاية متقدم على التسيير، وإن كان المجموع واقعا كوقوع الحادثة بجملتها بعد الكون في الفلك والله أعلم، وإنما بسطت القول ههنا لفواته ثم فجدد بما مضى عهدا.
(٢٣٢)
مفاتيح البحث: الزمخشري (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 226 227 228 231 232 233 234 235 236 238 ... » »»