الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٢٧٨
قوله تعالى (واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس) الآية. قال محمود رحمه الله (هل فيه دليل على أن الشفاعة لا تقبل للعصاة الخ) قال أحمد رحمه الله: أما من جحد الشفاعة فهو جدير أن لا ينالها، وأما من آمن بها وصدقها وهم أهل السنة والجماعة فأولئك يرجون رحمة الله، ومعتقدهم أنها تنال العصاة من المؤمنين وإنما ادخرت لهم، وليس في الآية دليل لمنكريها لأن قوله يوما أخرجه منكرا، ولا شك أن في القيامة مواطن ويومها معدود بخمسين ألف سنة، فبعض أوقاتها ليس زمانا للشفاعة وبعضها هو الوقت الموعود وفيه المقام المحمود لسيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد وردت أي كثيرة ترشد إلى تعدد أيامها واختلاف أوقاتها، منها قوله تعالى: - فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون - مع قوله: - وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون - فيتعين حمل الآيتين على يومين مختلفين ووقتين متغايرين: أحدهما محل للتساؤل، والآخر ليس محلا له، وكذلك الشفاعة وأدلة ثبوتها لا تحصى كثرة، رزقنا الله الشفاعة، وحشرنا في زمرة أهل السنة والجماعة.
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 278 280 281 282 283 287 ... » »»