الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٦٠٤
قوله تعالى (قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها - إلى قوله فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون) قال (يحتمل أن لا يقصدوا حقيقة الذهاب ولكن الخ) قال أحمد رحمه الله: يريد الزمخشري سألوا رؤية الله جهرة وهي محال عقلا تعنتا منهم، وقد مر له ذلك وبينا أن تلبسهم بذلك كان لعدم فهم الايمان به على التعيين اقتراحا وتقاعسا عن الحق في قوله - لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة -. عاد كلامه: قال (رب إني لا أملك إلا نفسي لنصرة دينك الخ) قال أحمد: وفي قول موسى عليه السلام ليلة الاسراء لنبينا عليه الصلاة والسلام.
إني جربت بني إسرائيل وخبرتهم فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك، وتكريره هذا القول مرارا مصداق لما ذكره الزمخشري، وأما إن كان المراد بالرجلين غير يوشع وكالب وكانا من العماليق الذين خافهم بنو إسرائيل، ويكون معنى يخافون: أي يخافهم بنو إسرائيل، فالضمير على هذا يرجع إلى بني إسرائيل والعائد محذوف وهو المفعول، فعلى هذا لا شك أن هذين الرجلين ليسا من بني إسرائيل المكتوب عليهم قتال العمالقة وإنما عنى موسى عليه السلام، إني لا أملك من بني إسرائيل المفروض عليهم القتال أمر أحد إلا نفسي وأخي، والله أعلم.
(٦٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 597 600 601 602 603 604 607 608 610 611 612 ... » »»