الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٥٩٦
قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة) الآية. قال (قوله - إذا قمتم - كقوله - فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله - الخ) قال أحمد: هذا الكلام يستقيم وروده من السني كما يستقيم من المعتزلي. لأنا نقول: الفعل يوجد بقدرة العبد ملتبسا بها ومقارنا لها، والمعتزلي يقوله ويعني مخلوقا بها وناشئا عن تأثيرها، فالعبارة مستعملة في المذهبين ولكن باختلاف المعنى، والله الموفق.
عاد كلامه: قال (فان قلت: ظاهر الآية يوجب الوضوء عن كل قائم الخ) قال أحمد: الزمخشري أنكر أن يراد بالمشترك كل واحد من معانيه على الجمع وقد سبق له إنكار ذلك، ومن جوز إرادة جميع المحامل أجاز ذلك في الآية، ومن المجوزين لذلك الشافعي رحمه الله تعالى، وناهيك بإمام الفن وقدوته، هذا إذا وقع البناء على أن صيغة أفعل مشتركة بين الوجوب والندب صح تناولها في الآية للفريقين المحدثين والمتطهرين وتناولها للمتطهرين من حيث الندب، والله أعلم.
(٥٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 589 590 591 594 595 596 597 600 601 602 603 ... » »»