الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٤٩٧
والإصرار على بعضها لأنه بواحدة من الكبائر ساوى الكافر في الخلود في العذاب، ولا يفيد توحيده ولا شئ من أعماله، هذا هو معتقدهم الفاسد الذي يروم الزمخشري تفسير الآية عليه فاحذره. أما أهل السنة فيقولون: إذا تاب العبد من بعض الذنوب كان الخطاب بوجود التوبة من باقيها متوجها عليه، وكأنه قام ببعض الواجبات وترك القيام ببعضها، فأفادته التوبة محو المتوب عنه بإذن الله ووعده، وهو في العهدة فيما لم يتب عنه، فإن كان تفسير الآية على أنهم خوطبوا بالتحرج في حقوق النساء والتوبة من الجور عليهن كما تابوا عن الحيف على اليتامى فالامر في ذلك منزل على ما بيناه من قواعد السنة والله ولي التوفيق. عاد كلامه: قال محمود (وقيل كانوا لا يتحرجون من الزنا وهم يتحرجون من ولاية اليتامى الخ) قال أحمد: وهذا التأويل الذي أخره جدير بالتقدم وهو الاظهر وتكون الآية معه تتميما لبيان حكم اليتامى وتحذيرا من التورط في الجور عليهن وأمرا بالاحتياط وفي غيرهن متسع إلى الأربع وأصدق شاهد على أنه هو المراد.
(٤٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 492 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 ... » »»