الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٤٧٩
الانسان على زعمهم يدفع عن نفسه العارض قبل حلول الأجل بتوقي الأسباب الموجبة لذلك، فعلى ذلك ورد السؤال المذكور. وأما أهل السنة فمعتقدهم أن كل ميت بأجله يموت، ويقولون إن الخارجين إلى القتال في المعركة لم يكن بد من موتهم في ذلك الوقت، وأن ذلك الحين هو وقت حينهم في علم الله عز وجل إيمانا بقوله تعالى - فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون - وخلافا للمنافقين وللموافقين لهم من المعتزلة في قولهم: لو أطاعونا ما ماتوا، ولعمري إنهم في هذا المعتقد مقلدون لنمرود في قوله - أنا أحيي وأميت - فإن الأحمق ظن أنه يقتل إن شاء فيكون ذلك إماتة، ويعفو عن القتل فيكون ذلك إحياء، وغاب عنه أن الذي عفا عن قتله إنما حيى لاستيفاء الاجل الذي كتبه الله له، وأن الذي قتله إنما مات لأنه استوفى تلك الساعة أجله، والله الموفق.
(٤٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 470 472 475 476 478 479 482 485 492 493 494 ... » »»