قوله تعالى (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا) قال محمود (إن قلت:
أكان هناك حجة حتى ينزلها الله فيصح لهم الإشراك إلخ) قال أحمد: إنما يرد هذا السؤال لم أفهم ظاهر اللفظ أن ثم حجة وليس في ظاهره ما يفهم ذلك ولو كانت الآية كقول القائل: بما أشركوا بالله ما لم ينزل سلطانه، بإضافة السلطان إلى ما أشركوا به لكان للسائل مقال، ولكان قول القائل * على لا حب لا يهتدى بمناره * فإنه بإضافة المنار إليه يوهم أن فيه منارا، فيحتاج الناظر إلى حمله عن معنى لا منار فيه فيهتدى به، ولو أطلق الشاعر فقال: على لا حب لا يهتدى فيه بمنار مثلا لاستغني عن تأويل الكلام، وكذلك الآية غنية عن التأويل، والله أعلم.