قوله تعالى (ليس البر أن تولوا وجوهكم) الآية. قال محمود رحمه الله (الخطاب فيه لليهود والنصارى الخ) قال أحمد رحمه الله: هذا منقول عن المبرد مصمى بسهام الرد، فان فيه إبهاما بأن اختلاف وجوه القراءة موكول إلى الاجتهاد، وأنه مهما اقتضاه قياس اللغة جازت القراءة به لمن يعد أهلا للاجتهاد في العربية واللغة، وهذا خطأ محض، فالقراءات سنة متبعة لا مجال فيها للدراية على أن ما قاله وقدر أنه الأوجه ليس ببالغ ذروة فصاحة الآية إلا على القراءات المستفيضة، لان الكلام مصدر بذكر البر الذي هو المصدر قولا واحدا، فلو عدل إلى ذكر البر الذي هو الوصف لانفك عن المطابقة ومعنى النظام، ولذلك كان تأويل الآية بحذف المضاف من الثاني على تأويل بر من امن أوجه وأحسن وأبقى على السياق ومن ظن أنه يشق غبارا أو يتعلق بأذيال فصاحة المعجز فقد سولت له نفسه محالا ومنته ضلالا.
(٣٣٠)