رفع قدره على كل قدر، وميزه بالاصطفاء والاجتباء، وفي ذلك [دليل على] فقد النظير له ولزوجته ولولديه صلى الله عليهم.
منها قوله تعالى: ﴿قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب﴾ (١) وإذا كان القديم تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحاج أمته في تصديق نبوته، ثم جعل على صدق دعواه شهادته لا يبقى بعدها التماس دليل ثان وهي شهادته تعالى بصدق دعوى رسوله في نبوته وشرك تعالى مع شهادته في التصديق شهادة مولانا أمير المؤمنين صلى الله عليه.
ومن جعل قرينا في الشهادة مع شهادة الله سبحانه وتعالى فقد وجب تفرده بعلو المنزلة، وهذا من أبلغ التنبيه على أنه مستحق ولاء الأمة، وليس ذلك ببعيد من خصائص الله تعالى له، وذلك مضافا لقوله تعالى: ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾ (٢).
فأوجب له سبحانه وتعالى في تلك الآية من قبول الشهادة ونفوذ حكمها ما أوجب لنفسه تعالى، وأوجب له عليه وآله السلام في هذه الآية ما أوجب لنفسه تعالى من فرض الطاعة له ولرسوله صلى الله عليه وآله، وفي هذا كفاية لمن أراد النجاة.
ومن نطق الوحي العزيز بأن عنده علم الكتاب فقد ثبت انه من الراسخين في العلم بقول الله تعالى، بدليل قوله سبحانه وتعالى: ﴿ما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم﴾ (3).
ومن تفرد بعلم الكتاب وكان من الراسخين في العلم وجب له فرض ولاء