خصائص الوحي المبين - الحافظ ابن البطريق - الصفحة ٢٠٠
لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ولاء الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
منها قوله سبحانه وتعالى: ﴿فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه﴾ (١) وإذا كان أمير المؤمنين عليه السلام هو الذي يحبه الله وتعالى وهو يجب الله تعالى فقد وجب الاقتداء به والولاء له زيادة على من لم ترد آية في حب الله تعالى له.
وفي ذلك غاية المدحة له ووجوب الاقتداء به وفقد النظير له عليه السلام.
ومنها قوله سبحانه وتعالى: ﴿والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون﴾ (٢).
وإذا كان عليه السلام صديقا بقول الله تعالى، وبقول رسول الله صلى الله عليه وآله فقد وجب الاقتداء به والتميز له على ساير الخلق.
والصدق: خلاف الكذب، والصديق: هو الملازم للصدق الدائم عليه، والصديق: من صدق عمله قوله.
ذكر ذلك أحمد بن فارس اللغوي في كتاب " المجمل في اللغة " وذكره [أيضا] أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري في كتاب " الصحاح في اللغة ".
وإذا كان هذا هو معنى الصدق والصديق.
والصديق ينقسم ثلاثة أقسام: صديق يكون نبيا [وصديق يكون إماما وصديق يكون عبدا صالحا لا نبي ولا إمام] [ومما يدل على كون الصديق نبيا] هو قوله تعالى: ﴿واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا﴾ (3) وقوله تعالى:

(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست