و [مما] يدل على أنهم أعظم آيات النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تصديق الكتاب العزيز في حجاج أهل نجران أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما [كان] يلقى الجاحدين والأعداء إلا بأرهب الآيات في قلوبهم وأبلغ [البينات] في الاعجاز لهم، ليتم دعوته وتعلوا كلمته، فلو علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن باقي معجزاته تقوم مقامهم في الاعجاز لهم لاتى بها وترك أهل البيت عليهم السلام.
ويزيده بيانا قوله تعالى: * (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) * (1) الآية والداعي لا يدعو نفسه وإنما يدعو غيره، وجعله الله تعالى نفس نبيه صلى الله عليهما وآلهما إعظاما لمحله ورفعة له على سائر خلق الله تعالى، لان نفس رسول صلى الله عليه وآله وسلم أشرف الأنفس وأعظمها قدرا عند الله تعالى، فوجب له صلى الله عليه وآله وسلم من الشرف والاعظام ما وجب لرسول الله كما وجب له من فرض الطاعة ما وجب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم بدليل قوله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (2) وقد تقدم اختصاصها به من عدة طرق.
وإذا كان نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونفسه أشرف الأنفس وله من وجوب الطاعة ما وجب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم فما بعد ذلك دليل يستفاد، ولا علم يستزاد، وفي هذا كفاية للمسترشد ونجدة للمستنجد.
وإذا كانوا الصراط المستقيم، والقديم تعالى قد أوجب على كافة أمة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم من نسيب وصاحب أن يدعوا ربهم بالهداية إلى الصراط المستقيم ما بين الليل والنهار في خمس صلوات، ولم يرفع هذا الوجوب عن أحد ممن قال بالاسلام فأي وجوب ألزم من هذا السؤال.