تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٨٣٠
على ذا لك لشهيد (7) وإنه لحب الخير لشديد (8) أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور (9) وحصل ما في الصدور (10) إن ربهم بهم يومئذ لخبير (11)) العاديات: الخيل تعدو في سبيل الله للغزو، والضبح: صوت أنفاسها إذا عدت، قال عنترة:
والخيل تكدح حين تض‍بح * في حياض الموت ضبحا (1) وانتصابه على: يضبحن ضبحا، أو ب‍ (العديت) كأنه قال: والضابحات، لأن " الضبح " يكون مع العدو. (فالموريت) توري نار الحباحب، وهي ما تنقدح من حوافرها (قدحا) صاكات بحوافرها الحجارة، والقدح: الصك، والإيراء: إخراج النار، يقال: قدح فلان فأورى، وقدح فأصلد (2). وانتصب (قدحا) بمثل ما انتصب به (ضبحا). (فالمغيرت) تغير بفرسانها على العدو (صبحا) في وقت الصبح. (فأثرن به نقعا) فهيجن بذلك الوقت غبارا. (فوسطن به) أي: بذلك الوقت، أو: بالنقع، أي: وسطن النقع الجمع، أي: (جمعا) من جموع الأعداء. ويجوز أن يراد بالنقع الصياح، من قوله (عليه السلام): " ما لم يكن نقع ولا لقلقة " (3)، وقول لبيد:
فمتى ينقع صراخ صادق (4)

(1) لم نعثر عليه في ديوانه المطبوع، وأنشده في الصحاح واللسان في مادة " ضبح " وفيهما:
" تعلم " بدل " تكدح "، ومعناه واضح.
(2) في الصحاح: صلد الزند: إذا صوت ولم يخرج نارا، وأصلد الرجل: أي صلد زنده.
(3) لم نجده مرفوعا، ورواه البخاري في الصحيح: ج 2 ص 174 من كتاب الجنائز عن عمر موقوفا. وأورده الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 787، والرازي في تفسيره: ج 32 ص 66 مرسلا.
(4) وعجزه: يحلبوه ذات جرس وزجل. من قصيدة له طويلة يتحدث فيها عن مآثره ومواقفه.
راجع ديوان لبيد بن ربيعة: ص 146.
(٨٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 823 825 826 827 829 830 831 832 833 834 835 ... » »»