أي: فهيجن في الإغارة عليهم صياحا وجلبة. وعن ابن عباس: كنت جالسا في الحجر فجاءني رجل فسألني عن (العديت ضبحا) ففسرتها بالخيل، فذهب إلى علي (عليه السلام) وهو تحت سقاية زمزم فسأله فذكر له ما قلت، فقال: ادعه لي، فلما وقفت على رأسه قال: تفتي الناس بما لا علم لك به؟ والله إن كانت لأول غزوة في الإسلام - بدر - فما كان معنا إلا فرسان: فرس للزبير، وفرس للمقداد (والعديت ضبحا) الإبل من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى (1). فإن صحت هذه الرواية فقد استعير " الضبح " للإبل، كما استعير " الباقر " للإنسان، و " البقر " للثور وما أشبه ذلك. وقيل: الضبح بمعنى الضبع (2)، يقال: ضبحت الإبل وضبعت: إذا مدت أضباعها في السير. و " جمع ": هو المزدلفة.
إنها (3) نزلت في غزوة ذات السلاسل لما أوقع علي (عليه السلام) بهم، وذلك بعد أن بعث عليهم من لم يغن شيئا ورجع (4).
وعطف قوله: (فأثرن) على الفعل الذي وضع اسم الفاعل موضعه، لأن المعنى: واللاتي عدون فأورين فأغرن.
والكنود: الكفور، يعني: أن الإنسان كفور لنعمة ربه خصوصا شديد الكفران.
(وإنه على ذلك) أي: وإن الإنسان على كنوده (لشهيد) يشهد على نفسه بالكفران والتفريط في شكر نعمة الله يوم القيامة، وقيل: معناه: وإن الله على كنوده