الحجة إن نفعت ذكراك وإلا فأعرض عنهم، وقيل: معناه: ذكرهم ما بعثتك له إن نفعت ذكراك وإن لم ينفع، فإن إزاحة علتهم تقتضي تذكيرهم وإن لم يقبلوا (1).
(سيذكر) سيقبل التذكرة وينتفع بها (من يخشى) الله، فينظر ويفكر حتى تعوده النظر إلى اتباع الحق. (ويتجنبها) ويتجنب الذكرى ويتحاماها (الأشقى) الذي كفر بالله وبتوحيده. (الذي يصلى النار الكبرى) نار جهنم، والصغرى نار الدنيا.
(ثم لا يموت فيها) فيستريح، (ولا يحيى) حياة ينتفع بها.
(قد أفلح من تزكى) أي: تطهر من الشرك وقال: لا إله إلا الله، وقيل:
(تزكى) تطهر للصلوات فصلى الصلوات الخمس (2)، وقيل: أعطى زكاة ماله (3)، وقيل: أراد زكاة الفطر وصلاة العيد (4). وعن الضحاك: (وذكر اسم ربه) في طريق المصلى (فصلى) صلاة العيد (5). (بل تؤثرون) تختارون (الحياة الدنيا) على الآخرة، ولا تتفكرون في أمور الآخرة. وقرئ: " يؤثرون " بالياء على الغيبة (6)، (والآخرة خير وأبقى) أفضل في نفسها وأدوم.
وفي الحديث: " من أحب آخرته أضر بدنياه، ومن أحب دنياه أضر بآخرته " (7).
(إن هذا) الذي ذكر من قوله: (قد أفلح) إلى قوله: (وأبقى) والمراد: