تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧٣٤
(الشمس) مرفوع بالفاعلية، رافعها فعل مضمر يفسره: (كورت)، لأن (إذا) يطلب الفعل لتضمنه معنى الشرط، وكذا الجميع. وعن ابن عباس:
(كورت): ذهب نورها وضوؤها (١). وفيه وجهان: أن يكون من تكوير العمامة وهو لفها، أي: يلف ضوؤها فيذهب انتشاره وانبساطه في الآفاق، وهي عبارة عن إزالتها والذهاب بها، أو: يكون لفها عبارة عن رفعها وسترها لأن الثوب إذا أريد رفعه لف وطوي، وأن يكون من: طعنه فكوره: إذا ألقاه، أي: تلقى وتطرح عن فلكها، كما وصف النجوم بالانكدار وهو الانقضاض، وعن مجاهد: (انكدرت) تناثرت وتساقطت (٢). (سيرت) عن وجه الأرض وأبعدت، أو: سيرت في الجو تسيير السحاب. كقوله: ﴿وهى تمر مر السحاب﴾ (3).
و (العشار) جمع " العشراء " كالنفاس في جمع " النفساء "، وهي التي أتى على حملها عشرة أشهر فصاعدا، وهي أنفس ما تكون عند أهلها (عطلت) تركت مسيبة مهملة لاشتغال أهلها بنفوسهم. (حشرت) جمعت حتى يتقص لبعضها من بعض، ويوصل إليها ما استحقته من الأعواض على الآلام التي نالتها في الدنيا.
وعن ابن عباس: حشرها: موتها (4). (سجرت) قرئ بالتشديد والتخفيف (5) من: سجر التنور: إذا ملاها بالحطب، أي: ملئت وفجر بعضها إلى بعض حتى يصير بحرا واحدا، وقيل: أوقدت فصارت نارا تضطرم (6). (زوجت) قرنت كل نفس

(١) تفسير ابن عباس: ص ٥٠٢.
(٢) رواه عنه الطبري في تفسيره: ج ١٢ ص ٤٥٨.
(٣) النمل: ٨٨.
(4) تفسير ابن عباس: ص 502.
(5) قرأه ابن كثير وأبو عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 673.
(6) قاله أبي بن كعب وابن عباس وابن زيد وشمر بن عطية وسفيان، ورووه عن علي (عليه السلام). راجع تفسير الطبري: ج 12 ص 460.
(٧٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 729 730 731 732 733 734 735 736 737 738 739 ... » »»