(أن جآءه) منصوب ب (تولى) و (عبس) على اختلاف المذهبين، ومعناه: عبس لأن جاءه الأعمى وأعرض لذلك، وروي أنه (عليه السلام) ما عبس بعدها في وجه فقير قط، ولا تصدى لغني (١) (وما يدريك) أي: وأي شيء يجعلك داريا بحال هذا الأعمى (لعله يزكى) أي: يتطهر بما يتلقن من الشرائع ويتعلم. (أو يذكر) أو يتعظ (فتنفعه) ذكراك أي: موعظتك، وقيل: إن الضمير في (لعله) للكافر (٢). والمعنى: إنك طمعت في أن يتزكى بالإسلام أو يتذكر ويقبل الحق، وما يدريك أن ما طمعت فيه كائن؟ وقرئ: (فتنفعه) بالرفع (٣) عطفا على (يذكر)، وبالنصب جوابا ل " لعل ".
(فأنت له تصدى) تتصدى أي: تتعرض بالإقبال عليه، وقرئ: " تصدى " بإدغام التاء في الصاد (٤)، وقرأ الباقر (عليه السلام): " تصدى " و " تلهى " بضم التاء فيهما (٥)، والمعنى: يدعوك داع إلى التصدي له من الحرص على إسلامه، ويلهيك شأن الصناديد عنه. (وما عليك ألا يزكى) وليس عليك بأس، أو: أي شيء عليك في أن لا يتزكى بالإسلام، ﴿إن عليك إلا البلغ﴾ (6).
(وأما من جآءك يسعى) في طلب الخير (وهو يخشى) الله، أو: يخشى الكفار. وإذا هم في إتيانك (فأنت عنه تلهى) تتشاغل، من: لهى عنه وتلهى.