تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧٣٧
منكم أن يستقيم (٢٨) وما تشآءون إلا أن يشآء الله رب العلمين (٢٩)) (الخنس) النجوم الخمسة الرواجع (١)، بينا ترى الكواكب في آخر البرج إذا كر راجعا إلى أوله. و " الجواري ": السيارة، و (الكنس): الغيب، من: كنس الوحشي: إذا دخل كناسه، فخنوسها: رجوعها، وكنوسها: اختفاؤها تحت ضوء الشمس. وقيل: هي جميع الكواكب تخنس بالنهار فتغيب عن العيون، وتكنس بالليل أي: تطلع في أماكنها كالوحش في كنسها (٢). (عسعس) الليل وسعسع: إذا أدبر، وقيل: عسعس: إذا أقبل ظلامه (٣). و (تنفس) امتد ضوؤه، والمعنى فيه: أن الصبح إذا أقبل، أقبل النسيم بإقباله، فجعل ذلك كالنفس له.
(إنه) الضمير للقرآن (لقول رسول كريم) على ربه، وهو جبرائيل (عليه السلام).
(ذى قوة) هو كقوله: ﴿شديد القوى ذو مرة﴾ (4)، (عند ذى العرش مكين) متمكن عند صاحب العرش وهو الله جل جلاله. (مطاع ثم) أي: في السماء، يطيعه ملائكة السماء، يصدرون عن أمره (أمين) على وحي الله إلى أنبيائه.
(وما صاحبكم بمجنون) وهو معطوف على جواب القسم. (ولقد) رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جبرائيل على صورته التي خلقه الله تعالى عليها (بالأفق المبين) بمطلع الشمس الأعلى.
(وما) محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (على) ما يخبر به من (الغيب) والوحي " بظنين " (5)

(١) في الصحاح: هي: زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد.
(٢) قاله الحسن وبكر بن عبد الله ومجاهد وقتادة وابن زيد، ورووه عن علي (عليه السلام). راجع تفسير الطبري: ج ١٢ ص ٤٦٧.
(٣) قاله الحسن وعطية. راجع المصدر السابق: ص ٤٧٠.
(٤) النجم: ٥ و 6.
(5) الظاهر أن المصنف (رحمه الله) قد اعتمد هنا - تبعا للكشاف - على القراءة بالظاء، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي، والباقون بالضاد. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 673.
(٧٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 732 733 734 735 736 737 738 739 740 741 742 ... » »»