والمقسم عليه محذوف وهو: لتبعثن، و (يوم ترجف) منصوب بهذا المضمر، و (الراجفة): الصيحة التي ترجف عندها الأرض والجبال، وهي النفخة الأولى، وصفت بما يحدث بحدوثها. (تتبعها الرادفة) وهي النفخة الثانية تردف الأولى، والجملة في محل النصب على الحال، والمعنى: لتبعثن في الوقت الواسع الذي تقع فيه النفختان، وهم يبعثون في بعض ذلك الوقت وهو وقت النفخة الأخيرة. ويجوز أن ينتصب (يوم ترجف) بما دل عليه (قلوب يومئذ واجفة) أي: يوم ترجف وجفت القلوب، والوجيف والوجيب أخوان، والمعنى: أنها قلقة مضطربة غير هادئة لما عاينت من هول ذلك اليوم.
(أبصرها خشعة) أي: ذليلة، و (قلوب) مبتدأ، (واجفة) صفتها، و (أبصرها خشعة) خبره، وأضاف " الأبصار " إلى " القلوب "، والمراد: أبصار أصحابها، يدل عليه: (يقولون أءنا لمردودون في الحافرة) أي: في الحالة الأولى، يعنون الحياة بعد الموت، وأصلها: رجع فلان في حافرته، أي: في طريقته التي جاء فيها فحفرها أي: أثر فيها، بمشيه فيها جعل أثر قدميه حفرا، وقيل: حافرة كما قيل: ﴿عيشة راضية﴾ (1) أي: منسوبة إلى الحفر وإلى الرضا (2)، ثم قيل لمن كان في أمر فخرج منه ثم عاد إليه: رجع إلى حافرته، أي: إلى طريقته وحالته الأولى، قال:
أحافرة على صلع وشيب * معاذ الله من سفه وعار (3)