تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧٢٢
يريد: أرجوعا إلى حافرة؟ وقالوا: النقد عند الحافرة، يريدون: عند الحالة الأولى، وهي الصفقة. قرئ: (نخرة) و " ناخرة " (1) يقال: نخر العظم فهو نخر وناخر، و " فعل " أبلغ من " فاعل "، وهو البالي الأجوف الذي يمر فيه الريح فيسمع له نخير. و (إذا) منصوب بمحذوف، والتقدير: إذا كنا عظاما بالية متفتتة نبعث ونرد أحياء؟ (قالوا تلك) الكرة (إذا كرة خاسرة) منسوبة إلى الخسران، أو:
خاسر أصحابها بمعنى: أنها إن صحت فنحن إذا خاسرون لتكذيبنا بها، وهذا استهزاء منهم.
وتعلق قوله: (فإنما هى زجرة وحدة) بمحذوف، معناه: لا تستصعبوها ولا تحسبوها صعبة على الله (فإنما هى زجرة) أي: صيحة (وحدة) هينة سهلة في قدرته، وهي النفخة الثانية. (فإذا هم) أحياء على وجه الأرض بعد أن كانوا أمواتا في جوفها، و (الساهرة) الأرض البيضاء المستوية، وسميت ساهرة لأن السراب يجري فيها، من قولهم: عين ساهرة: جارية الماء، و " نائمة " ضدها، قال:
وساهرة يضحي السراب مجلا * لأقطارها قد جبتها متلثما (2) أو: لأن سالكها لا ينام خوف الهلاك.
(اذهب إلى فرعون) على إرادة القول. تقول: هل لك في كذا، و: هل لك إلى كذا، كما تقول: هل ترغب فيه، و: هل ترغب إليه (تزكى) تتزكى، أي: تتطهر من الشرك، وقرئ: " تزكى " بالإدغام (3). (وأهديك) وأرشدك (إلى) معرفة

(1) قرأه حمزة وعاصم برواية أبي بكر عنه. وأما الكسائي فكان الدوري يروي عنه: أنه كان لا يبالي كيف قرأها بألف أم بغير ألف. أي: كان يقرأ الوجهين. راجع كتاب السبعة في القراءات:
ص 670 - 671.
(2) للأشعث بن قيس يصف أرضا بيضاء كان يجوبها متلثما لخوف الحر والرياح. راجع شرح شواهد الكشاف: ص 487.
(3) أي بتشديد الزاي، قرأه ابن كثير ونافع وأبو عمرو برواية عباس عنه. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 671.
(٧٢٢)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 717 718 719 720 721 722 723 724 725 726 727 ... » »»