تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧٠
محاسبا مجازيا عليها (1).
(ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) أي: لم يكن أبا رجل منكم على الحقيقة حتى يثبت بينه وبينه ما يثبت بين الأب وولده من حرمة الصهر والنكاح (ولكن) كان (رسول الله) وكل رسول أبو أمته فيما يرجع إلى وجوب التوقير والتعظيم له عليهم، لا في سائر الأحكام الثابتة بين الآباء والأبناء، وزيد واحد من رجالكم الذين ليسوا بأولاده حقيقة، وكان حكمه حكمهم (وخاتم النبيين) آخرهم، ختمت النبوة به، فشريعته باقية إلى آخر الدهر. وكان صلوات الله عليه أبا للحسن والحسين لقوله: " ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا " (2) وهما من رجاله لا من رجالهم. وقرئ: (خاتم النبيين) بفتح التاء (3) بمعنى الطابع.
(يأيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا (41) وسبحوه بكرة وأصيلا (42) هو الذي يصلى عليكم وملئكته ليخرجكم من الظلمت إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما (43) تحيتهم يوم يلقونه سلم وأعد لهم أجرا كريما (44) يأيها النبي إنآ أرسلنك شهدا ومبشرا ونذيرا (45) وداعيا إلى الله بإذنه ى وسراجا منيرا (46) وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا (47) ولا تطع الكافرين والمنفقين ودع أذلهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا (48)) (اذكروا الله) أثنوا عليه بضروب الثناء من التحميد والتهليل والتمجيد

(١) وهو قول البغوي في تفسيره: ج ٣ ص ٥٣٣.
(٢) أنظر المناقب لآل أبي طالب لابن شهر آشوب: ج ٣ ص ٣٩٤.
(٣) أشرنا سابقا بأن المصنف رحمه الله قد اعتمد في تفسيره هذا على نسخة مصحف لغير قراءة حفص عن عاصم تبعا للزمخشري. وفتح التاء هي قراءة عاصم وحده، والباقون بالكسر.
أنظر التبيان: ج ٨ ص ٣٤٣.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»