تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦٨
تخشه): واو الحال، أي: تقول لزيد: أمسك عليك زوجك مخفيا في نفسك إرادة أن لا يمسكها، وتخفي خاشئا مقالة الناس، وتخشى الناس حقيقا في ذلك بأن تخشى الله. أو: واو العطف كأنه قيل: وإذ تجمع بين قولك: " أمسك " وإخفاء خلافه وخشية الناس.
(فلما قضى زيد منها وطرا) أي: فلما لم يبق لزيد فيها حاجة وطاب عنها نفسه وطلقها وانقضت عدتها (زوجنكها)، وقراءة أهل البيت (عليهم السلام) " زوجتكها "، وعن الصادق (عليه السلام): " ما قرأتها على أبي إلا كذلك، إلى أن قال: وما قرأ علي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا كذلك " (1).
ثم بين سبحانه الغرض والمصلحة العامة في تزويجه إياها بقوله: (لكي لا يكون على المؤمنين حرج) أي: ضيق وإثم (في) أن يتزوجوا (أزواج أدعيآئهم) وهم الذين تبنوهم (إذا قضوا) من نسائهم (وطرا) أي: بلغوا منهن حاجتهم وفارقوهن، فلا يجرونهم في تحريم النساء (2) مجرى الابن من النسب والرضاع (وكان أمر الله مفعولا) جملة اعتراضية، أي: كان أمر الله الذي يريد أن يكونه مكونا لا محالة.
وروي أن زينب كانت تقول للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إني لأدل عليك بثلاث ليس من نسائك امرأة تدل بهن: جدي وجدك واحد، وزوجنيك الله، والسفير جبرائيل (عليه السلام) (3).
(ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين

(١) أنظر مختصر شواذ القرآن لابن خالويه: ص 120، والكشاف: ج 3 ص 543.
(2) في نسخة: " نسائهم ".
(3) رواه الطبري في تفسيره: ج 10 ص 303 ح 28526 باسناده عن الشعبي.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»