هو من جملة الموحى، وقيل: معناه: ولأن المساجد لله (1) (فلا تدعوا) على أن اللام يتعلق ب (- لا تدعوا) أي: فلا تدعوا مع الله أحدا في المساجد لأنها لله خاصة ولعبادته، وعن الحسن: يعني: الأرض كلها لأنها جعلت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مسجدا (2). وسأل المعتصم أبا جعفر الثاني (عليه السلام) عنها فقال: هي أعضاء السجود السبعة (3).
(وأنه لما قام عبد الله) وهو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يقل: رسول الله، لأن تقديره:
وأوحي إلي أنه لما قام عبد الله، فلما كان واقعا في كلامه جيء به على ما يقتضيه التواضع والتذلل (يدعوه) أي: يعبده، يريد: قيامه لصلاة الفجر بنخلة حين أتاه الجن فاستمعوا لقراءته (كادوا يكونون عليه لبدا) أي: يزدحمون عليه متراكمين تعجبا مما رأوا من عبادته، وإعجابا بما كان يتلوه من القرآن، لأنهم رأوا ما لم يروا مثله، وسمعوا ما لم يسمعوا بمثله، وقيل: معناه: لما قام رسولا (صلى الله عليه وآله وسلم) يعبد الله وحده، كاد المشركون لتظاهرهم على عداوته يزدحمون عليه متراكمين (4) (لبدا) جمع " لبدة "، وهي ما يلبد بعضه على بعض، وقرئ: " لبدا " بضم اللام (5)، واللبدة في معنى اللبدة، وعن قتادة: تلبدت الإنس والجن على هذا الأمر ليطفئوه، فأبى الله إلا أن يتم نوره (6). ومن قرأ: " وإنه " بالكسر (7)، جعله من كلام الجن،