تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦٤٨
بأصل " سيد " و " هين "، ولو كان على وزن فعال لكان " دوارا "، ولا يستعمل إلا في النفي العام.
(ولا يلدو إلا فاجرا كفارا) إنما قال ذلك بعد أن أخبره الله عز وجل أنه ﴿لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن﴾ (1) وأنهم لا يلدون مؤمنا، وقد أعقم الله أرحام نسائهم وأيبس أصلاب رجالهم قبل العذاب بأربعين سنة، فلم يكن فيهم صبي وقت العذاب، فلذلك دعا نوح (عليه السلام) عليهم بما دعا به. ومعنى: (ولا يلدوا يلد إلا فاجرا كفارا): لا يلدوا إلا من سيفجر ويكفر، فوصفهم بما يصيرون إليه، كقوله (عليه السلام): " من قتل قتيلا فله سلبه " (2).
(ولولدى) اسم أبيه: ملك بن متوشلخ، واسم أمه: شمخا بنت أنوش، وكانا مؤمنين (ولمن دخل بيتي) أي: داري، وقيل: مسجدي (3)، وقيل: سفينتي (4).
خص أولا من يتصل به لأنهم أحق بدعائه، ثم عم المؤمنين والمؤمنات (ولا تزد الظلمين إلا تبارا) هلاكا ودمارا.
* * *

(١) هود: ٣٦.
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: ج ٧ ص ٢٩٦.
(٣) قاله الضحاك والكلبي. راجع تفسير البغوي: ج ٤ ص ٤٠٠.
(4) حكاه البغوي في تفسيره المتقدم.
(٦٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 643 644 645 646 647 648 649 650 651 652 653 ... » »»